العطور خلقها الله مع الطبيعة
العطور خلقها الله مع الطبيعة .
العطور خلقها الله مع الطبيعة .
أطيب نشرا من الروضة :
وأطب نشرا من السوار :
وقد قال الشاعر :
إذا لاح السوار ذكرت ليلى
وأذكرها إذا نفح السوار
من المعروف ان النشر هو الريح أو الرائحة الطيبة ،
وان السوار هو الرائحة الطيبة أو القليل من المسك ،
ولان العطور هي مخلوق قد خلقه الله مثل باقي المخلوقات .
منذ أن خلق الارض بدون شركات تصنيع العطور .
لان الصانع هو الله فقد اوجد الله العطور مع الطبيعة .
ونبرهن على ذلك من خلال عطر الربيع : عطر الربيع :
قد صور أحد الأدباء الربيع بأنه عطارا فقال:
في الربيع تكتسي الطبيعة بأزهى الألوان ،
وتشدو الطيور بأعذب الألحان ،
وشذو الرياض بعطر الريحان ،
ومن عجب أن الربيع لا يكتفي أن يكون مصورا ,
بارعا يملأ الأرض بلوحاته ونقوشه ،
إنه إلى جانب هذا كله عطار ماهر متفنن في صناعة العطور .
إلى أبعد حدود التفنن وارقاها ،
وعلى الرغم مما يقضيه من وقت في النقش والتصوير’
وفي تأليف النغمات الساحرة ،
أمكنه أن يجد من الزمان نسخة يبتكر فيها ضربا من العطور .
وألوانا زاهية يملأ الهواء بأريجها ، ويهاجم بها أنوفنا شذاها .
رغم أنوفنا ، وقد وزع هذه العطور .
توزيعا عادلا بين البراعم والأزهار والأوراق ،
فلكل زهرة أريجها الخاص بها ونكهتها ،
ولكل ريحانا شذاها ،
ولا تعتدي واحدة على صاحبتها ،
ولا تغتصب منها عطرها او الوانها ،
وليس يعلم إلا الله خالق الربيع وصانع العطر .
وعلى الكائن فى تلك الطبيعة ان يتأمل وعلى العقل البشرى .
ان يفكر فى : كيف تسنى لهذا العطار .
أن يبتكر هذا العدد الهائل من العطور ،
ويخص كل زهرة بعطرها دون غيرها ،
لا يخطئ ولا ينسى فيعطي الياسمين رائحة الورد ،
أو يخلط رائحة الآس برائحة القرنفل .
لكنه جعل لكل نوع رائحة الخاصة به .
ومن عبقرية اللغة العربية الجميلة :
عرفنا العطر والطيب والشذا والرائحة والعرف ،
والعبق والضوع والفوح ، والأريج والعبير،
وكلها كما ترى أسماء عطرة ،
ونستكمل من ذخائر لغتنا الجميلة ألوانا .
وصورا طيبة من عطر كلام العرب : لنعرف ان :
الريحان هو :
أطراف كل ما كان من شجر له ريح طيبة يفوح .
فى ارجاء الطبيعة او ينتشر حولها .
والفاغية : هي ورد كل ما كان من شجر له ريح طيبة .
والخزامة : هو نبت طيب الرائحة جميل الرائحة ،
لم نجد من الزهر أطيب نفحة منه .
والغالية : هي نوع من الطيب مركب من مسك وعنبر
ودهن وعود
المسك :
هو ضرب مِن الطيب مركب من مسك ورامك،
وهو شيء أسود كالقار يخلط بالمسك لينتج عطرة .
الزعفران : صبغ معروف من الطيب ، خاص بالنساء،
ونهي الرجال عن استعماله ، ويقال له :
الخلوق ، والشعر ، والفدي ، والجساد ، والملاب ، والمردقوش .
ومِن أوعية الطيب والعطر:
العتيدة : وعاء الطيب .
اللطيمة :
وعاء المسك ، أو قطعة مسك ، أو قارة مسك ،
أو المسك نفسه ، كما تقال للعير تحمل المسك .
القشوة: قفة أو محمل تجعل المرأة فيها طيبها .
الجونة : سليلة مستديرة مغشاه أدما تكون مع :
العطارين يعد فيها الطيب .
ومن أسرار العبقرية في اللغة العربية أن نجد أسماء للروائح ،
وأوصافا للتغير والفساد في الأشياء .
وتقسيمها لأعضاء الشم في الإنسان والحيوان والطير، .
وشرحا للمحمود من الأنوف والمذموم منها :
فنعرف عن حاسه شم البشر ما ذكر عن الروائح .
فلابخر او الابخر هو رائحة للفم , رائحة اذا كانت رائحة كريهة .،
والدفر : هو لسائر البدن . ،
والسهك هو للعرق ، والقتار هو للشواء ،
والزهومة هي للحم ، والوضر هي للسمن ،
والغطن هو للجلد غير المد بوغ ،.
أما فى وصف التغير والفساد فيقال:
أروح اللحم ، وأسن الماء ، وخنز الطعام ، وسنح السمن ،
وزنخ الدهن ، ودخن الشراب ، وقتم الجوز ،
ومذرت البيضة ، وخمج التمر ، ونمست الغالية .
التفل : ترك الطيب ؛ تفل الشيء : تغيرت رائحته ،
ورجل تفل ، وامرأة تفلة ؛ أي: منتنة وغير متطيبة .
الدفر: النتن ، ورجل أدفر، وامرأة دفراء اي نته .
الذفر: شدة ذكاء الريح من طيب أو نتن ،
ولا يقال في شيء من الطيب ذفر إلا المسك .
الرائحة وتمييزها :
يمكن تمييز الروائح العطرية حيث ان الرائحة هي :
الإحساس الخاص بالمادة المراد شمها .
الذي ينقله عصب الشم إلى المخ البشرى ،
ولقد جعل الخالق : سبحانه وتعالى :
للإنسان حواس خمسا يتجاوب بها مع الوسط الذي يعيش فيه ،
وتنقل له ما يدور حوله من أحداث وتفاعلات طبيعية أو بشرية .
وهذه الحواس هي :حاسة السمع ، وحاسة البصر،
وحاسة الشم ، وحاسة التذوق ، وحاسة اللمس ،
وحاسة الشم التي هي أقوى هذه الحواس ،
وثبت أنها أكثرها اتصالا بمخ الإنسان الذى يرسل اشاراته .
كم خلالها الى باقي الحواس .
كيف نشم الرائحة .؟
يوجد داخل الأنف خلايا شمية يعرفها الاطباء والعلماء .
ويعرفها ايضا الانسان ، يتصل بها نهايات عصبية ،
تتجمع في زوج من الأعصاب الشمية التي تخترق الحاجز الأنفي .
في الجمجمة العظيمة للانسان لتصل إلى منطقة الشم في المخ ،
وتدخل الرائحة إلى الأنف على شكل أبخرة أو غازات تتصاعد .
من مختلف الأشياء المحيطة بنا ، والمتداولة بيننا ،
ولا يمكن للخلايا الشمية إدراك كنه هذه الغازات .
أو التعرف عليها إلا بعد ذوبانها في الغشاء المخاطي .
المائي المغلف لهذه الخلايا .
حاسة كيميائية :
حاسة الشم هي حاسة كيمائية تعتمد على ذوبان الأبخرة .
والغازات في الغشاء المخاطي ،
وعندما يصاب الإنسان بنزلة برد ،
ينتفخ هذا الغشاء ويمنع الروائح من :
الوصول إلى خلايا الشم داخل الأنف ،
فلا تشعر بنكهة الشواء أو السمك المقلي على سبيل المثال ،
ومن ناحية أخرى فإنك عندما تسد فتحتي أنفك :
يبدو الثوم أو البصل النيء شيئا ربما يكون حلو المذاق ،
وتحس أن الفلفل والقرفة والقهوة والكروية عديمة الرائحة ،
وتجد أن دخان السجائر يتخذ طعم ورائحة الشياط .
او الاشياء المحروقة التي تنفر منها الانف .
إننا لا نتذوق الأطعمة والمشروبات إذا فقدنا حاسة الشم ؛
فعندما تتأثر أعصاب الشم في الأنف بأبخرة الطعام نحس وندرك مذاقها .
إن الحرمان من حاسة الشم عجز كبير ؛
ولهذا فإنه يتداول لدى العامة أن الوصف بانعدام الإحساس .
بالشم عند إنسان يعتبر نقيصة وسبة كبيرة
علاقة الشم بالتذوق :
الأنف أدق حساسية من اللسان بدرجة كبيرة ،
وحاسة الشم سيدة حاسة الذوق ،
إن ما يعتبر إحساسا بالتذوق هو أيضا إحساس بالشم ؛
ولذا يشكل الشم القطاع الأكبر مما نعتبره مذاقا ،
وعن طريق الأنف نتعرف على الطعام الجيد فنقبل عليه ،
ونلقي بالفاسد ،
وهذا العضو يعمل بدقة تفوق أبرع آلات وأجهزة المعامل الكيميائية ،
فالشخص العادي يمكنه تمييز رائحة نقطة من :
الكافور في أربعمائة ألف نقطة من الماء ،
أو نقطة من الفا نيليا في عشرة ملايين نقطة ماء ،
لكن لسان الإنسان لا يعرف إلا أربعة مذاقات :
الحلو والمر والحامض والمالح ،
ولولا دقة تمييز الرائحة بالأنف لأصبح .
ما نأكله شيئا لا طعم له ولا رائحة .
حاسة الشم :
على الرغم من قدرة الإنسان على التمييز بين :
كثير من الروائح المختلفة بعضها عن بعض ،
إلا أن من الحيوانات ما يتفوق عليه في حاسة الشم .
مثل فصيلة الكلاب ومنها الذئاب والثعالب ،
وتعتبر قدرة الكلاب على تمييز الروائح .
من المعجزات الالهية الحقيقية ،
وأوضح مث على ذلك كلاب الصيد والكلاب البوليسية .
التي تستخدم في التعف على :
الجناة والمجرمين الخارجين عن القانون بمجرد شم أي شيء .
من متعلقات هذا الإنسان المجهول ؛
كالمنديل ، أو القبعة ، أو القفاز ،
أو حتى موطئ قدمه ؛ لإخراجه من بين المئات من الناس ،.
والعلم يقول: إن الحيوانات , والكلاب خاصة ,
لها في منطقة المخ مكان لحاسة الشم يبلغ عشرة أمثال :
حجم المكان الموجود في مخ الإنسان العادي .،
وفي حياة الغابة حيث يشتد الصراع الرهيب بين :
الحيوانات المفترسة وفرائسها ،
وتلعب حاسة الشم دورا بارزا ورئيسيا ،
فيراعي صيادو الأدغال والغابات ألا يوجدوا في مهب الريح ؛
حتى لا تحمل رائحتهم إلى الحيوانات آكلة العشب .
كالوحول والغزلان والزراف والأرانب البرية فتلوذ بالفرار،
أو إلى الوحوش المفترسة كالأسود .
والفهود والنمور فتتأهب للهجوم والافتراس .
رائحة المرض :
توصل العالم ليون سميث دعوة لأطباء العالم ,
لكي يشجعوا مرضاهم ؛ فقد أكد الدكتور سميث أن :
الأنف في بعض الحالات يمكن أن :
يكون أكثر دقة من الأجهزة لتشخيص الأمراض ،
وقد وضع د. سميث قائمة بروائح أنواع الأمراض المختلفة ،
على سبيل المثال :
التيفود يعطي للجلد رائحة الخبز الأسمر الحديث الصنع،
والحمى الصفراء تجعل للجلد رائحة تشبه رائحة محل الجزار،
وال غرغرينا مثل التفاح الأسود .
المصادر :
- لسان العرب ؛ ابن منظور ، طبعة دار المعارف - مصر.
- صحيح البخاري ومسلم ، طبعة البابي الحلبي مصر
- فقه اللغة وسر العربية ؛ الثعالبي ، طبعة البابي الحلبي – مصر .
- وفي أنفسكم أفلا تبصرون ؛ د. محمد رشاد الطوبى - اقرأ، دار المعارف .
- مجمع الأمثال ؛ الميداني، طبعة البابي الحلبي - مصر.
0 تعليق على موضوع : العطور خلقها الله مع الطبيعة
رأيك يهمنا
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات