أصل العطور
أصول العطور
وأن للعطر أصول يجب ان تعلمها :
تنقسم العطور بالنسبة للأصول المستخلصة منها إلى :
نباتية ، وحيوانية ، وتخلقيه .
- العطور من أصل نباتي :
وهي التي توجد في صورة زيوت طيارة ،
تستخرج من كل أجزاء النبات الزهرية ،
وكذلك من الأوراق والثمار والسوق واللحاء والجذور ،
أو توجد على حالة سوائل كثيفة القوام .
تفرزها بعض الأشجار الصموغ ،
أو توجد على هيئة صلبة الراتنجات ، ؟
دور النبات في إنتاج العطور:
زهور : ياسمين ، ورد ، فل ، قرنفل ، بنفسج ،
نرجس ، تمر حنة ، برتقال ، زنبق .
وأوراق : خزامي ، نعناع ، فلية ، ريحان ،
بنفسج، خيار شمر، صعتر ، جيران يوم ، مردقوش .
ثمار وبذور: ينسون ، برج موت ، فلفل حلو،
حب المسك ، حبهان ، جوزية طيب ، برتقال نارنج .
غصون وقشور: قرفة ، برج موت ، فلية ،
ريحان ، خشب الأنبياء ، خيار شمر ، ليمون ،
جيران يوم ، نارنج ، مردقوش .
جذور: زنجبيل ، سوس ، حشيشة الملائكة ، القسط الهندي .
أخشاب : سدر خشب ورد ، صندل ، عود .
الصموغ وهى : بلسم ، لادن ، لبان حلو ، مر
، جاوي ، ميعة .
وتشتهر بعض بلاد العالم بزراعة النباتات العطرية ؛
مثل البلاد الواقعة حول حوض البحر الأبيض المتوسط :
مصر وسوريا ولبنان وتونس والجزائر .
والمغرب وتركيا وفرنسا وإيطاليا وبلغاريا ،
ثم البلاد التي تقع حول المحيط الهندي بالقارة الآسيوية ،
خلا مناطق أخرى في أمريكا وأوروبا .
- العطور من أصل حيواني :
وهي العطور ذات الروائح القوية النفاذة ،
التي تستخدم أصولا ومواد تثبيت للروائح الأقل .
والأخف خلال عملية خلط العطور ، .
وتستخرج من أعضاء بعض الحيوانات مثل :
غزال المسك ، وحوت المن ، وقط الزباد ، وقندس الماء .
- المسك : وهو أطيب المواد العطرية الحيوانية ،
وأكثرها استعمالا وثباتا ، ورائحته أبقى من كل الروائح جميعا ،
وقد روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أطيب الطيب المسك ، ويشبه به غيره ،
ولا يشبه هو بغيره في الطيب ،
والجيد من هذه المادة يكون جافا قاتم اللون ،
أرجوانيا أملس مر المذاق ،
والشيء الغريب أن المركز منه له رائحة لا تحمد ،
ولكنه إذا خفف طاب وأمتع ،
والمسك إفراز للحويصلات التناسلية للذكير من :
غزال المسك الأيل الذي يعيش في أعالي جبال هملايا ،
وأحسن نوع منه هو مسك تونيكن ،
ويأتي من التبت وسهول كونوك بالصين ؛
حيث تعيش الأيائل على ارتفاع شاهق وبأعداد كبيرة ،
ويتم فصل الكيس أو الغدة المحتوية على المسك بعد أن يقتل الأيل ،
ثم تجفف في الشمس على حجر أو تغطس في زيت حار .
- العنبر : مادة عطرية شحمية رمادية اللون ،
توجد على شكل حصوات تستخرج من أمعاء حوت المن القيطوس :
عندما يقتل لهذا الغرض ،
وقد توجد كتل من العنبر طافية على مياه المحيط الهندي .
وغيره من المناطق الحارة بعد أن :
يطردها الحيوان المصاب بسوء الهضم بسبب :
تناوله طعاما شهيا ومحببا له ،
وهو سمك السبي دج أو الحبار ،
ويكون العنبر أول ما يخرج من جوف الحوت أبيض اللون ثم .
يتحول تدريجيا إلى اللون الأسمر بتأثير العوامل الجوية ،
- والعنبر يذوب في الكحول والأثير والزيوت الطيارة ،
ويسيح في الماء الساخن ، وتبخره الحرارة الشديدة ،
ويستعمل لشفاء أمراض كثيرة للأعصاب والمعدة ،
ومثبت قوي للعطور.
- الزباد : وهي مادة دهنية تستخرج من غدة على :
شكل جيب بين المستقيم وأعضاء التناسل لذكر وأنثى السنور .
أو قط الزباد الذي
يعيش في جبال غينيا والحبشة والسنغال ،
- وهي كتلة بيضاء يثخن قوامها
ويدكن لونها عند التعرض للهواء ،
رائحتها قوية، تذوب بصعوبة في الكحول وجزئيا في الكلوروفورم ،
وكليا في الأثير ، والمادة كريهة الرائحة تطيب عند التخفيف ،
ويتم الحصول عليها بكشطها بملعقة من :
غدد الحيوان الحي من حين لآخر ،
وهي عملية غاية في القسوة ،
وذلك من خلال حجز الحيوان في أقفاص خاصة بعد صيده .
- القاسطورة :
- أكثر الأصول الحيوانية استعمال ،
وهي إفراز لحيوان قندس الماء الكندي والروسي ،
ويتجمع في كيسين كمتري الشكل بحجم الإصبع .
بين الفخذين في كل من الذكر والأنثى ،
والمادة را تنجية تذوب تماما في الكحول ،
وهي قابلة للاشتعال ، ولها رائحة شديدة غير مقبولة ،
وطعمها مر ، وتسيح بالحرارة .
- فأر المسك :
- تستخرج مادة دهنية لها رائحة المسك ،
من سرة فأر المسك ،
وهو من فصيلة القوارض ،
عبارة عن جرذان تعيش على هيئة قطعان برية في شمال أمريكا ،
ويتم صيدها للحصول على الفراء الثمين والمسك .
- العطور التخليقيه :
ترتفع تكلفة العطور الطبيعية المستخرجة من النبات ارتفاعا خطيرا ؛
فأقل من رطل من زيت الياسمين الطيار يستخرج من :
طن واحد مِن هذه الزهور،
وذلك ما دعا منتجي وصانعي العطور .
إلى تخلق وابتكار أكثر من ألفي صنف تماثل رائحة بعض الزهور .
مثل سوسن الوادي والبنفسج والياسمين ،
وقد اشتهرت ألمانيا الغربية بخليق هذه العطور .
من مواد كيميائية بالمعمل مثل:
الأثير والكلوروفورم والبنزين والكحول وثاني كبريت ور الكربون .
وبفضل التقدم في ذلك الفرع من علم الكيمياء .
الذي عرف بـ"كيمياء الروائح العطرية ،
والذي يبحث في المركبات الكيميائية للعطور،
والأسس التي تقوم عليها ، وكيفية تحضيرها ،
وتجميع مفرداتها على شكل باقات،
أصبح من الميسور تخلقي وتحضير
أي زيت عطري كيميائيا الآن .
علينا أن نسجد حمدا لله وإجلالا وإكبارا لقدرته سبحانه وتعالى .
ونقف وقفة تأمل وتدبر عند التمييز بين العطور الطبيعية .
من النبات أو الحيوان والعطور التخليقية ،
فعندما تنطلق الرائحة الطبيعية من عقالها يشم الإنسان :
عبيرا متناسقا جميلاً، له أريج وشذا يأخذ بمجامع القلوب،
ويدور العبير حول نفسه على محور من الانسجام والتوافق .
بين أجزائه في غير ما تنافر أو نشاز،
أما الرائحة التخليقية المصنعة :
- وإن كانت تعطي صورة قريبة الشبه من الأصل إلى حد ما .
لكنها لا تطابقه تماما مهما بلغ التركيب من فنون البراعة والإتقان،
حتى إن خبراء صناعة العطور يقولون :
إنه من الضروري لتقريب مدى الاختلاف بين الروائح الكيميائية .
التخليقية والروائح الطبيعية أن تدعم المركبات الصناعية .
دائما بما لا يقل عن 1% من الزيوت الطبيعية المشابهة.
تحضير العطور:
تحضر العطور بفصل الزيوت الطيارة من مختلف أجزاء النبات ،
خلال عدة طرق تتناسب مع طبيعته مثل :
الضغط ، والعصر ، والتقطير ، والاستخلاص بالإذابة .
فتستخدم المعاصر الآلية في استخلاص زيوت الثمار الحمضية .
من قشورها وبذورها مثل البرتقال والنارنج ،
ويتم العصر تحت ضغط عال حتى يفصل الزيت عن الماء ،
أو يستخدم التقطير بجهاز الأنبق فيتم غلي الزهور والأجزاء النباتية ،
ثم يكثف البخار ويتم فصله عن الزيوت ،
وبالنسبة للزهور الرقيقة التي تتأثر بالحرارة مثل الياسمين .
يستخلص الزيت عن طريق النقع في المذيبات
مركبات العطور :
تتعدد منتجات العطور بأسماء اصطلاحية كثيرة تجري على الألسنة ،
ويمكن التعرف عليها من خلال تقسيمها من حيث .
الأغراض المستعملة من أجلها إلى :
- مركبات سائلة : وتمزج فيها الزيوت العطرية بنسب خاصة ،
ثم يضاف إليها الكحول فتزداد حسنا وطيبا بمضي الوقت ،
وتشمل الآتي
- الأسنس : ويعني الجوهر الفعال في العطر ،
وهو إما أن يكون زيتا خاصا بزهرة واحدة .
أو مجموعة زيوت مشتركة من جملة أساسات تعطي رائحة مميزة ،
فتسمى بلوكيه أو باقة .
- ماء الكولونيا : وهو محلول عطري مخفف من الأسنس .
أو الب وكيه في حدود 2%، وكحول 50 - 90%، ماء 10 - 40%.
- لوسين : أي غسول لتعطير الجسم :
بعد الحمام أو غسيل الوجه واليدين .
في حدود 5% من الأسنس أو الب وكيه ،
كحول 85%، ماء 10 - 15%.
- كستريه ؛ أي: خلاصة محضرة من الزيت العطري.
أعلى تركيزا مما سبَق،
ولا تزيد عن 10% من الأسنس أو الب وكيه ،
كحول 80%، ماء 10%.
- فكستر ؛ أي : مثبت يمد تأثير العطر وقتا طويلا ،
وإضافتها ضرورية حتى لا تتبخر رائحته بسرعة ،
والمثبتات إما حيوانية مثل المسك والعنبر والزباد والقسطوره ،
أو نباتية مثل حب المسك أو الفا نيليا والنجيل الهندي ،
أو تخلقيه مثل : بلورات الفا نيليين ،
ومسك إم بريت ، مسك لكسلين ، إستي رون .
- مركبات جافة : وتشمل البخور ذا الرائحة العطرة المنعشة ،
ويعرض بالأسواق على شكل مسحوق أو عيدان ،
وتظهر رائحته بحرقه ، ومن أمثلته العود الهندي والصندل .
- مركبات البشرة من أجل زينة المرأة والعناية ببشرتها مثل :
البودرة والكريمات وأحمر الوجنات والشفاه.
- مركبات الشعر من أجل العناية بتاج الرأس
وتصفيفه وتنظيفه وتقويته .
ومنع تساقطه ؛ مثل دهانات الشعر والصبغيات
- مركبات الفم والأسنان للمحافظة عليها من :
خطر التسوس فتستعمل مع فرشاة المعجون ،
أو البودرة أو الغسول .
- مركبات متنوعة لإزالة الشعر ،
ونظافة الملابس والأواني وتعطير الجو ،
وقتل الحشرات وامتصاص الروائح الكريهة .
وعن بدايه العطور :
عرف الإنسان العطور منذ فجر التاريخ منذ ان كونتها الطبيعة ،
واستعملت الأخشاب العطرية والتوابل في صناعة البخور .
للمحافل الدينية في مصر وبابل وفارس والصين والهند ،
ولقد وجد الأثريون قوارير بها عطور في قبر الملك توت عنخ أمون ،
وقد ظلت متحفظة برائحتها منذ آلاف السنين ،
وشاعت العطور بإسراف وبذخ عند الإغريق والرومان،
أما العرب فقد كشفوا أسرار هذه الصناعة وطرق تحضيرها ،
واخترعوا جهاز الأنبيق، وانتشرت في المشرق كله .
حتى عرفت عند سكان أوروبا بالروائح الشرقية ،
القرن الثاني عشر حمل العائدون من الحرب الصليبية .
عطور الشرق من فلسطين إلى أوروبا ،
وسرعان ما انتشرت في كل القارة ،
واحتلت العطور المكانة الرفيعة التي هي عليها الآن.
ويحكى أن محمد بن طغا من أولاد ملوك فرغانة،
وكان كل ملوكها يلقب بـ الإخشيد .
وقد حكم مصر والشام 935 - 946م ،
وصِف بالثراء وسعة العيش حتى إن :
خزانة طيبه حملت في إحدى سفراته على :
أكثر من خمسين جملا ،
وأنه كان له بدمشق قبة مشبكة يتطيب فيها :
فتصل رائحة الطيب إلى أكثر جهات المدينة
ويذكر أن الملك سعود بن عبدالعزيز :
ملك المملكة العربية السعودية :
كان يملك مجموعة من خمسمائة نوع من العطر والطيب .
كما يروى أن نابليون بونا برت كان يستهلك ستين .
لترا من ماء الكولونيا في الشهر ،
وكان يعطر مناديله برائحة الياسمين .
ومنذ بداية القرن التاسع عشر خطت صناعة العطور .
خطوات عظيمة في طريق الإنتاج ، فأنتجت زيوت جديدة ،
وتطور فن الخلط والتقطير،
وأدت أبحاث الكيمياء العضوية إلى :
تخلقي آلاف الأنواع من العطور،
وكان اختراع مركبات الأيرو سول في :
الخمسينيات مدخلا لزيادة الإقبال والطلب على العطور،
وفتحا جديدا في هذه الصناعة.
وتعتبر فرنسا الآن ومدينة جريس والتي تقع بالقرب من :
البحر الأبيض المتوسط في جبال الألب الغربية فضلا عن :
مدينة النور والجمال باريس ,
المنتج الأول لأرقى العطور العالمية ،
ومركز هذه الصناعة في العالم .
استخدامات العطور :
استحدثت في الوقت الحالي استعمالات كثيرة للعطور،
سواء على الصعيد العائلي او على الصعيد الصناعي ،
وتدخل العطور ومنتجاتها بأكبر نسبة في :
صناعة الصابون والمنظفات الصناعية ،
وفي صناعة الجلد المقلد ، والبويات ،
والأحبار، ولعب الأطفال ، والورق ، والغراء ،
وفي صناعة الملابس الداخلية ، وملابس المطر والأحذية ،
وتستخدم في المغاسل العامة ،
وللتغلب على الروائح الكريهة وغير المرغوبة في صناعة البلاستيك ،
ولإضفاء أريج طيب على الزهور الصناعية ،
وتدخل في صناعة مزيلات رائحة العرق ،
ومقاومة الروائح الكريهة في :
دور السيرك والمسارح والمستشفيات والأماكن .
ويجب أن نلفت النظر إلى الأهمية الاقتصادية الكبرى .
للنباتات الطبية والعطرية لسد حاجة صناعة الأدوية والعطور،
وكذلك الأسواق الخارجية ،
ولقد منَ الله على بلاد العرب بموقع جغرافي فريد يمتد من :
حوض البحر الأبيض المتوسط المعتدل المناخ ،
إلى حدود جنوبية استوائية حارة المناخ ،
إلى حدود شمالية باردة المناخ ، بالإضافة إلى :
مختلف أنواع التربة من الأراضي الصالحة للزراعة .
أو القابلة للاستصلاح ، وكذلك وفرة الأيدي العاملة الرخيصة .
المدربة على الزراعة والحصاد ،
وكل ذلك يساعد على نمو هذه الثروة القومية بالتخطيط الشامل .
على مستوى الدول العربية وحصر كل النباتات الطبية والعطرية .
التي تنمو بريا للتعرف على خصائصها ودراستها علميا ،
ولتعاون مختلف مراكز البحوث بالدول العربية
وتوعية الزراع للتوسع .
في زراعة هذه النباتات .
ونذكر بأن سحر الشرق كمن منذ الأزل في :
الأعشاب الطبية والعطرية والتوابل ،
وكانت دائما مصدر جذب لعلماء الغرب ،
والمغامرين الذين يفدون إليه رغم مشقة البعد
وأهوال الطريق برا وبحرا ،
حيث يكسو الجليد بلادهم أغلب أيام العام .
المصادر :
- العطور ؛ محمد فهمي الفوني ، مكتبة الأنجلو المصرية .
- سيرة ابن هشام ، طبعة البابي الحلبي مصر .
- المستطرف في كل فن مستظرف ؛ الأبشيهي ،
طبعة مصطفى الحلبي - مصر.
- صناعة الروائح العطرية ؛ أحمد عطية غراب،
مكتبة الأنجلو المصرية.
0 تعليق على موضوع : أصل العطور
رأيك يهمنا
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات